(1)
دخل حسني أفندي مكتبه: خطوه سريعة، جبينه معقد. وأخذ – أي خطف – البلاغ من يد الغفير، وانفجرت من بين شفتيه لعنةٌ ضاع لفظها طي حدتها.. يستدعيه المأمور على عجل، فيقوم من وسط عشائه مضطراً، بعد نهار قضاء على ظهر الحمار. وأخذ الغفير يراقب عيني (حضرة المعاون) تجري أثر السطر وتنتني تلاحق تاليه، فإذا به يرى التقطيبة تخف، وزالت عن الخديْن خطوط قليلة ردّت التكشيرة ابتسامة تُطِل.. وقال الغفير في نفسه وهو يبلع ريقه:
الحكام كده.. ياما أسرع غضبهم.. ياما أسرع رضاهم!
واستراح حسني في جلسته واستقام ظهره وأمسك البلاغ بين يديه، وباعده يتفرج برؤيته. ثم بدأ يتلوه على نفسه في تمتمة غير مسموعة. كلما نطق بكلمتين رد عليهما بهزة من رأسه، تصحبهما تلعيبة من حاجبيه، وشاركتهما رجله اليمنى، فهي – من تحت المكتب – تفرط كل تلعيبة بنقرة.. وختم تعليقاته والبلاغ بضحكة أمالت رأسه، تخرج من وسط الحلق، ثم إلى الأنف، وقد تعود إلى الحلق، ضحكة فاحشة، خليعة غجرية.
وكان الغفير قد فهم منذ زمن أن حضرة المعاون: «عما يتمسخر على البلاغ. ماهو العمدة مش ولد مدارس». ومال بقلبه ضد العمدة بلدياته مع المعاون الغريب. رغم شخطه ونطره. وابتسم هو أيضاً. ابتسامة ذليلة كلها تملُّق..
دا البلاغ اللي ح تقوم القيامة عشانه؟ داهية تسم القفا يا سيدي. ضحكة أخرى أخف. وأخذ يعيد القراءة بصوت مرتفع، فيها أنه يتذوق السخرية من جديد، وفيها أنه يتفكه بصبها كلها على رأس الغفير الواقف أمامه كاللوح، ويشمله بتهكمه لتكون لذته مزدوجة:
“ساعة تاريخه بمروري من بحري حسب أوامر سعادة البيك المأمور ما أشعر إلا ورأيت سلمان عبد العال فما كان منه إلا أنه أخبرني أنه سمع بالإشاعة أن ناظر بوسطة مكتب الناحية بلدنا عباس أفندي حسين اتهجم على محروسة بنت الشيخ مبارك حال كونها رايحة تشتري متر جاز من دكان الشيخ رمضان، وأن المذكور أعلاه اتهجم على فرحانة بنت المعلم رضوان بعد صلاة المغرب فانسرعت وجرت منه لاسيما أنه في الطريق العمومي. وبسؤالهم لم واحد منهم اشتكا خوفاً من القولة وكلام الناس. وللأهمية الجميع مرسلين للمركز أفندم…
عمدة كوم النحل
عبد السميع وهدان
حاشية – عباس حسين أفندي عاصي على أوامر الحكومة وشيخ الخفر ولم رضي ينزل معاه.
عمدة كوم النحل
عبد السميع وهدان
لم تكن فصاحة البلاغ – ففيه «لاسيما» – هي وحدها سبب ضحك حسني. بل لم يستطع – وهو المعاون القديم في الكار – أن يتمالك نفسه إزاء مكر العمد، يبدو في مثل جديد. ولكنه هذه المرة مكر صبياني يحاول أن يخبئه عبد السميع وهدان بين السطور.
ففي أول البلاغ (أوامر سعادة البيك المأمور) وفي آخره (للأهمية).. رجل خدام حكومة يخلص نفسه من المسؤولية، ليس له يد ولا إصبع، ولكن أين من يقرأ هذا البلاغ ولا يفهم أن بين العمدة و(ناظر بوسطة الناحية ببلدنا) حزازات أو بتعبير العمدة نفسه: «حظاظات وخصومات».. ليس في البلاغ شكوى من أحد المجني عليهم.. والمرسلون للمركز والوقت ليل، شهود قد يكونوا غير متطوعين…وحسني ليس في حاجة لهذا البلاغ ليفهم ما بين الرجلين من خصومة. فهو يعلم أن ناظر البريد يسكن أحد منازل العمدة، وبسبب ما شب بينهم حول هذا المنزل جدل كله عناد.. العمدة يصر على أن يخرج من داره هذا «الأُجَري» الرحّال. ليس له عشيرة تلمه ولا بلد يقره. ماهيته؟ يدفع مثلها حلوانا للصراف ولا يبالي. والموظف المتعاظم ببدلته وطربوشه، وسلطة الوظيفة وراءه، يتكبر على هذا الفلاح الجاهل، الجِلف مكانه وراء الجاموسة لا بين الناس.. يجب أن ينهزم أمام الحكومة.
ولم يكن حسني نسي بعد كيف جاءه العمدة من قبل شهر يشكو عباس ويطلب إخراجه من المنزل على عجل. ولمح له أنه يستطيع، ليس فقط أن يُخرج خصمَه من الدار، بل – بفضل الوسائط – أن ينقله من البلد كلها.. فوعده حسني بكلمتين حلوتين أن ينفذ له غرضه، وهو ينوي أن يُصلح ما بينهما. وانتهز فرصة وجوده في كوم النحل بعد يومين وعَرَّج في طريقه من المحطة إلى البلد على مكتب البريد. ولم يكن رأى هذا الشاب العنيد من قبل، ولم يشأ أن يستدعيه إلى دوار العمدة حتى لا تكون «الكرامة» سبباً للرفض.. وقف حسني أمام الشباك. وأمسك بأحد أعمدته، وأطل من بين عارضتين:
يا عباس أفندي؟
فواجهته رأس على كتفين تقبع فوقهما كاليافطة كلمة (بوستة) خيطت من قماش أصفر بخط قبيح.. ورأى وجهاً مطاولاً تخرج منه بوضوح أنف دقيق فتحتاه ضيقتان تحتهما شفتان رقيقتان فوق الجبين شعر أسود فاحم، زاد إهمال صاحبه له من جمال حلقاته المشتبكة.
- يا عباس أفندي. كنت عاوز أكلمك في كلمة صغيرة.
- أفندم.
- مش من صالحك تخانق العمدة، أنت راجل منا وعلينا.. أنت أخونا وأنا أقدم منك وأفهم الراجل دا… دا راجل طيب لسه عيل. الواحد يضحك عليه بكلمتين يبقى زي العسل. يهب يهب وبعدين ينطفي.
- دا لسانه زفر…
- لا.. لا.. أنت غلطان.
واستمر الكلام بين الوجهين ينقلان كل حين وآخر مكانهما من قضبان النافذة. ثم لان الحديث واختلطت أعمدة الحديد بالابتسامات والضحكات، ومد عباس يده فصافحه المعاون.. ولما عاد إلى المركز ظن أنه قضى على النزاع وأراح نفسه – بالأخص – من تحقيق شكاوى العمدة في المستقبل…
فإذا هذا الأمل يهدمه الغفير الواقف أمامه…
لا يستطيع هذه المرة أن يصرف المسألة «حبياً» أو يضحك على عقل الاثنين بكلمتين من كلامه الحلو. فهذا بلاغ به رقم وفيه مسؤولية ولكنه لا يدري لماذا لا تطاوعه نفسه على السير في تحقيقه؟ فليس من شك أن وراءه ضرراً لهذا الشاب.. ولكن ما الذي يربطه به؟ وماذا يهمه منه؟ في قرارة قلبه ميل خفي.. هل مبعثه حلقات الشعر المشتبكة؟ أم إحساسه بالشفقة نحو هذا الوجه المدفون في غرفة مظلمة رطبة في بلد حقير.. عندما صافحه من بين ثنايا العوارض الحديدية خيل إليه أنه يمسك بيد سجين..
و «كَلْفت» حسني التحقيق بمهارته وصرف الناس، ثم قام إلى التليفون وطلب الصراف وكلفه أن يرجو عباس أن يكلمه. وبعد قليل كان في صوته صداقة غير مفضوحة وثبات وتأكيد، ويرن في السماعة على أذنه صوت سريع اللهجة، محتد الكلام، مهتاج اللفظ، ولكنه فهم. ووعد بما كان حسني يرجوه فيه.
في اليوم التالي قبيل الظهر دخل عليه عباس وهجم على مكتبه يتكلم وهو واقف.. عضلات وجهه ترتعش محتقن اللون، وانفجر لا يتمالك أعصابه.. هو يعلم الشكوى المقدمة ضده.. ماذا فيها؟ إنه يفعل ما يريد. ولو أراد لفعل أكثر من ذلك. على أن هذا لم يحصل. وماذا فيه لو حصل؟ إنه يهزأ بأقصى ما يمكن أن يطلب منه كرد شرف.. هل من أجل المنزل كل هذا؟ ماذا قال لهؤلاء البنات؟ هل سب؟ ليس بسب. هل سمعه واحد، واحد فقط، لا يكون من أتباع هذا العمدة السيئ النية، الخبيث؟ أو يشهد بأنه كلم البنات – كما يدعي – في الطريق.. المنزل رطب ودون ولا يستحق الإيجار الذي يدفعه. إن أراد إثباتاً يحضر له الإيصالات. أنه يقسم بالله ألف مرة أنه لا يعرف هؤلاء البنات، ولا – حتى – أسماءهن، الشمس لا تدخل غرفة النوم والفيران كالقطط. وهكذا وهكذا. وهو يلوح بيديه يكاد ينكفئ على المكتب وأصابت حركته الدواة فاندلقت على الدفاتر، ولكنها لم توقف من حدته ولا قطعت تحديقة حسني في هذا الشاب المحموم. تأسره من وجهه عيناه.
لم يكن دقق النظر فيهما من بين العوارض. فإذا به الآن أمام عينين تضيقان وتتسعان، لا يستقر إنسانهما لحظة لهما بريق غريب ماؤهما يغلي..
أجلسه حسني ولم يفاتحه بسؤال. وعند انصرافه أخذه من ذراعه وسار به إلى داره. وأغدق عليه من “كولونيته” وتركه في غرفة استقبال متواضعة، ولكن كنباتها بأغطيتها البيضاء وجوها الهادئ تريح الأعصاب المتعبة. ولما دخل عليه من جديد وجده يخفي وجهه بين راحتيه ويبكي بحرقة ونهنهة متتالية. فانسحب دون أن يشعره بنفسه، لعلمه أن الأزمة لا تنتهي إلا بهذا الانفجار.
نما العطف بين قلبيهما وأكلا سوياً وقص عليه حسني من ذكرياته وتجاربه حكايات تنسي الهموم. فابتدأ عباس يعود للحياة. وشكا له أنه تعب من صحته في الأيام الأخيرة. فهو يأرق بالليل، يشعر في الصباح أنه يقوم من عمل شاق، فجسمه مجهد مكسّر، لم يرتو من النوم والراحة، أقل الأسباب – بل أتفهها – يستفزه الآن على خلاف طبيعته، فينفجر فجأة ويهب، له حدة تعلو درجة درجة حتى يفقد سلطانه على نفسه ويصبح كلامه خليطاً من صراخ غير مفهوم. ثم يهدأ على دوخة تملأ رأسه وتكاد تصم أذنيه.
أمس جاءته هذه الدوخة في الطريق. لا يدري ماذا فعل؟ وهنا تلعثم وخفض ببصره وصمت. ثم عاد يؤكد أنه لا يعرف الفتيات. كل البلد تعلم عنه الشرف وبعده التام عن المسائل النسائية، وأكبر دليل هو أن النسائيات معدومة من نفسها بالمرة من كوم النحل، وهي بلد كالحق.
وانتهى النهار على صفاء. وأكد له حسني أنه واجد حلاً يقضي على خطر البلاغ. ولما هم يقوم، شد الضيف على يديه فابتسمت له عيناه ولكن ليس في نظرة حسني الفاحصة ولا شعوره الحساس ما يطمئنه على أعصاب هذا الشاب، ولا على ما تُخبئه له الأيام.
لم يطل عبد السميع وهدان. فبعد أسبوع واحد كان عباس من جديد موضوع بلاغ آخر. في هذه المرة ترك العمدة مُكره وأناقته في الأسلوب وعدل على اللف والدوران وكتب بلاغاً قصيراً صريحاً، ليس في آخره تحريض. في بعض الأحيان يكون أسلوب العُمَد هو أصدق وسيلة للتعبير عن بعض جرائم الريف، وتكون سذاجة الكلام البرواز الوحيد الذي يتناسب وما لجرائم الفلاحين من صورة بدائية. والحادثة الجديدة، وإن لم تكن من ضمنها، إلا أن بساطة الأسلوب ظلت قالباً ملائماً، ليس هذه المرة لتوافقه بل لتناقضه، فقد تضمن البلاغ الساذج حادثة مشتبكة لا يمكن فصل عناصرها. هي مزيج من التعقيد والبساطة، المحتمل والمستحيل، التعقل والجنون. ولم يكن غير هذا الأسلوب الذي يظن أنه آخر ما يصلح لوصف هذه الحادثة الشاذة – يستطيع أن يلم على الورق- بالبساطة، رأساً من غير تطويل أو فلسفة فارغة ما للحادثة من شتات مائل الوضع، متنافر الأجزاء، مثير للدهشة والعجب، ومن صميم كله حزن وفجيعة….
عباس عائد في الصباح المبكر إلى المحطة، راكباً ركوبته فوق الجسر، أمامه حقيبته الصفراء مملوءة بالخطابات. يثير دهشة أفواج الفلاحين الذين يمر عليهم، لأنه لا يرد سلام من يحييه منهم.. له ظل واضح الأطراف متعلق بأرجل الحمار، وسطه ملتو على الجسر المائل، وآخره يتسحب تحته على بعد – كالمراقب الحذر – فوق الغيط المجاور، في الجو نسيم مُشبَّع ببرودة يستلذها الوجه، وفي السماء قطع من سحاب عذارى، رقيقة الحاشية، زاهية اللون ممشطة مترفة، تسير الهوينا – متداخلة متفارقة – للتنزه والتمطي في الشمس، فهي شفافة مبتسمة، ليست سودا ولا دكناً، كأخوتها الحُبليات بالمطر. وفجأة رأوه يفتح الحقيبة ويتناول منها بعض الخطابات ويمزقها أرباعاً ثم يرميها بذراع مفرودة فتطير في الهواء كالريش، ثم يعود من جديد، والفلاحون يحملقون فيه لا يدركون عِلته. بدأ بعضهم يضحك.. وجرى آخرون وراء قصاصات الورق، ثم انتبهوا وتجمعوا عليه. لا يكاد يقوى على البقاء فوق ظهر الحمار، فهو محني يهتز – ورقبته ليست منه – إلى الأمام والخلف. عيناه مريضتان قد انطفأ بريقهما.. وجهه أصفر، وحالته كرب.
الناظر عيان….
دا مِسورَأ….
رشّوا عليه ميه….
وأحاطوه بالأذرع وسندوه بالأكف، حتى أبلغوه منزله، وحملوه إلى فراشه.
(3)
لم يكن في تقدير حسني أن يتحقق ظنه بهذه السرعة ولا على هذا الشكل، فهو لم يتم قراءة البلاغ الجديد حتى ترحم على مستقبل هذا الشاب. وارتسمت أمامه صورة عباس أمام وكيل النيابة يلاحقه بالأسئلة ويفتش ثيابه عله يعثر على نقود سيدعيها – وأغلب الأمر كذباً – بعض أصحاب الخطابات. فالفلاح يعرف كيف ينتهز الفرصة. ثم يتلوه مندوب مصلحة البريد بأنواع من الأسئلة الأخرى. كل هذا وهو مريض، وحيد في منزل مُقبِض، في بلد يرأسها عدو يشعر – وهو على بعد – بشماتته.
قصد حسني أن يصل لكوم النحل قبل الجميع. يود لو يستطيع أن يقتطع من الزمن بضع دقائق يخصصها لمقابلة وحديث بينه وبين عباس حتى لا يتداخل أو يقاطعه فيها أحد. ولكنه في القطار هبطت حماسته وسرح ذهنه في أفكار عديدة، تبدو ولا رابطة بينها وبين البلاغ. ومع ذلك كانت حادثة عباس المحزنة هي اليد الخفية التي تحرك أفكاره. لا تجشم بها إلا على كل فرع أجرد، أو ماء آسن.
ووصل إلى المنزل وهو متعب ليس على لسانه كلمة من كلمات التشجيع التي جالت في ذهنه من قبل. فهم من الغفير الواقف على الباب أن عباس لا يزال في فراشه. وأن العمدة أجهد نفسه في جمع قصاصات الورق، فبلغ عدد الخطابات الممزقة حوالي الأربعين.
وجد حسني صديقه راقداً في سرير صغير، في غرفة مملوءة بالتراب وأسراب الذباب، أمامه منضدة صاج مخربشة كالحة ذات ثلاثة أرجل، وكرسي واحد. أخذه حسني وجلس بجانب النافذة.
ولما رآه عباس حاول القيام ودلى رجلين نحيفتين يبحث عن قبقابه. العيون التي كانت تلتهب رماد قديم. حركاته بطيئة مجهدة.. أين عباس الثائر وحدته من هذا الجسد النحيل المُحطّم؟ وجهه في صفرة الليمون، ولكنه هادئ، بل حاول الابتسام فبدت على شفتيه ابتسامة ذابلة ما أجدت إلا أنها أكدت مرضه.
أحسن؟
أحسن كتير.. والحمد لله.. نمت شوية.. كنت سُخن.
وريني.
مد له عباس يده فأمال كرسيه وتناوله بكفه. لحظة واحدة ثم تركها.
لا.. حرارتك عادية. مافيش حاجة.
لمسة اليد هي التي فتحت الطريق. عاد عباس إلى السرير وأسند ظهره على الجدار ورفع ركبتيه حذاء صدره وغطاهما ببطانيته. ثم بدأ يتكلم على مهل، كأنه يتلذذ بالحديث.. مرة من أول الموضوع، ومرة من وسطه، وربما جاء بالنتيجة قبل السبب. يُطيل – على هواه – ويقتضب. أغلب الأمر أنه كان غير واضح ولا منطقي في سرد ما يقوله.. ولو كان أمام غريب لقاطعه بألف سؤال واستيضاح. ولكن حسني لم يفتح فمه.
ذراعه على حافة تعمد رأسه أحياناً. عيناه صادقتان مواسيتان تشربان من الحديث. لا لبس في نظرتهما.. هو فاهم.. وشاعر بكل ما في قلب محدثه.. رغم الغموض والاضطراب وضياع النطق والتسلسل. لم تفته نغمة واحدة. مهما كانت خافتة. من لحن صديقه.